لماذا نشعر بالقلق؟ وماذا يحدث في الدماغ والجسم حين نخاف؟

رأيت، سمعت، أو قرأت شيئًا ما، وفجأة بدأت تشعر بنبضات قلبك في صدرك أو في عروق رقبتك، جبينك يتصبب عرقًا، بالكاد تستطيع التقاط أنفاسك، والأصوات من حولك صاخبة كما لم تكن يومًا... لا بد أنك اختبرت هذا الشعور بضع مرات في حياتك، ربما حتى اليوم. جميعنا نشعر بالقلق من حين لآخر، أو بشكل دائم في بعض الحالات. لكن، هل تساءلت يومًا عن السبب؟ ما الذي يحدث في جسدك حتى يصدر عنك هذا النوع من الاستجابة، وكأن حياتك مهددة، حتى وإن لم تكن كذلك فعلًا؟ القلق هو الحالة التي يدخل فيها جسدنا عندما يشعر أن خطرًا ما يحدق بنا، بغض النظر عن نوعه، بل حتى إن لم نكن نعلم ماهيته بدقة، وهو في الواقع ما يجعل الأمور أسوأ، لأننا كبشر نهاب أكثر ما لا نعرف طبيعته. قد تكون الاستجابة الوقائية التي يقوم بها الجسم في حالات القلق ضرورية حسب الموقف، فهي تُدخلنا في حالة من التأهب والتركيز الشديدين. أحيانًا يكون السبب خطرًا حقيقيًا، ككلب يركض خلفك مستعدًا لجعلك وجبته التالية، لكن في أحيان أخرى، يحدث هذا لأن الدماغ يبالغ في تقدير حدث معين أو احتمالات نتائجه، مما يؤدي إلى استجابة مفرطة أو مزمنة، من دون داعٍ، فتؤثر على حياتنا اليومية ...